التفسير الترتيبي
شیخ الدقاق

62 - تفسير (يا أيها الناس اعبدوا ربكم...)

التفسير الترتيبي

  • الكتاب: تفسير القرآن الكريم
  • الجزء

    01

  • الصفحة  

    -

25

2025 | مايو

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

تفسير قوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم...)

 

تفسير قوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} [البقرة: 21-22]. آمنا بالله، صدق الله العلي العظيم.

بعد أن ذكر الله تبارك وتعالى ثلاثة أصناف من خلقه: الأول المتقون، الثاني الكفار المعاندون، الثالث المنافقون، جاء بخطاب عام يشملهم جميعاً فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، فلم يخصص الخطاب لخصوص المتقين، ولم يخصصه للمنافقين، ولم يخصصه للكافرين، بل خاطب جميع الناس وأمرهم بالعبادة.

فبالنسبة للمتقي، يُراد بهذا الأمر دوام العبادة واستمرارها. وبالنسبة للمنافق، يُراد خلوص العبادة، لأن المنافق يصلي ظاهراً لكن عبادته ليست خالصة لوجه الله تبارك وتعالى. وبالنسبة للكافر، يُراد أصل إيجاد العبادة. فالعبادة مطلوبة ويُخاطب بها أهل التقوى والكفر والنفاق.

والسر في ذلك: أن غاية العبادة وثمرتها هي التقوى، والتقوى مطلوبة للمجتمع الإسلامي بل المجتمع الإنساني، وقد يُعترض بأن التقوى مطلوبة للمسلم والمؤمن، فكيف تُطلب من الكافر والمنافق؟

والجواب: إن التقوى من وقى وقي، وقايةً. ومن هنا قيل: "الوقاية خير من العلاج"، والأسلوب الوقائي مقدم على الأسلوب العلاجي، والكل ينشد الوقاية، سواء كان من أهل التقوى أو أهل النفاق أو أهل الكفر والإلحاد، فالعبادة تُوجب تحقق الوقاية.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، لفظ "يا أيها" يكتب بألف ممدودة في نهايتها، إلا ثلاث آيات في القرآن الكريم تكتب "يا أيها" بدون همزة، وهي مثبتة في رسم المصحف العثماني.

"يا أيها الناس" وهنا بحث في الخطابات القرآنية.

فالخطابات القرآنية تختلف عن الخطابات العلمية والقانونية والفلسفية والحقوقية؛ إذ أن الكتابات العلمية عادة ما تكتب على نحو القضية الحقيقية (أي الموضوع المقدر الوجود)، وتستخدم الأسلوب الخبري، فالسائد في النصوص في القانون والفلسفة والحقوق والعلم وغير ذلك - كنصوص الاقتصاد والسياسة والقانون وغيرها من العلوم - تكتب بأسلوب خبري وبجمل خبرية لا بجمل إنشائية، كما أنها غالباً ما تستخدم ضمير الغائب.

بخلاف القرآن الكريم، فإن الكثير من خطاباته تستخدم الأسلوب المباشر، فيقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا}. كما أن الخطاب قد يكون مباشراً، وقد يكون غير مباشر، وقد يكون شبه مباشر، كما في قوله تبارك وتعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فهنا جعل النبي صلى الله عليه وآله واسطة في الخطاب.

ومن الواضح أن الخطاب - سواء كان مباشراً أو غير مباشر أو شبه مباشر - فإن النبي محمداً صلى الله عليه وآله هو الواسطة في إيصال الخطاب؛ إذ إن النبي صلى الله عليه وآله هو الواسطة في نقل وحي الله. لكن المراد بالخطاب المباشر أو شبه المباشر بالنسبة إلى توجيه اللفظ: فتارة يوجه الله تبارك وتعالى خطابه مباشرة إلى الناس أو المؤمنين أو الكفار أو اليهود، وتارة يوجه الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله ليبلغه لغيره، فيقول: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا}، {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}.

 

ولكل خطاب وقعه في الناس، ومن الواضح أن الخطاب المباشر أقوى وأكثر وقعاً في الناس من الخطاب غير المباشر، كما أن الخطاب غير المباشر أقوى في التأثير على الناس من الخطاب غير المباشر.

ومن ثمار الخطاب المباشر أنه يجعل للطرف المخاطب شخصية اعتبارية، بحيث يشعر بكيانه، كما أنه ينجذب ويتأثر أكثر لأنه يشعر بالاهتمام.

ونضرب مثالاً في علم الأخلاق والوعظ والإرشاد: فلو كنت تدرس درساً أخلاقياً أو تعظ الناس في المسجد، فتارة تستخدم الأسلوب الخبري المعتاد، وتقول: "التقوى من وقى يقي، وقاية، والمراد بها مخافة الله تبارك وتعالى في السر والعلن"، وتبدأ بسرد الأخبار والجمل الخبرية على نهج القضية الحقيقية والموضوع المفروض الوجود.

وتارة تخاطب المصلين والحاضرين وتقول: "يا جماعة، اتقوا الله، خافوا الله، التفتوا إلى أولادكم وأبنائكم"، فهذا الخطاب المباشر يجعل الطرف المخاطب محل اهتمام وعناية، بحيث يحيط المخاطِب بالمخاطَب ويهيمن عليه.

وقد يستخدم الخطيب الأسلوب غير المباشر فيقول: "يا عمدة القرية، قل لهم: اتقوا الله"، "يا رب الأسرة، قل لعائلتك: اتقوا الله وخافوا الله".

فهذه أساليب ثلاثة مهمة، لابد من ملاحظتها في النداءات القرآنية، وكثيراً ما استخدم القرآن الكريم الخطابات المباشرة، أي الإنشاء وليس الأخبار، بل حتى إخبارات القرآن الكريم يُراد بها الإنشاء؛ لتأسيس مجتمع إنساني رسالي قويم.

والخطابات المباشرة يمكن أيضاً - بلحاظ متعلقها - أن تقسم إلى أقسام:

- فهناك خطاب عام: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}.

- وهناك خطاب خاص: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا}، {يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}.

- وهناك خطاب أخص من الخاص: كخطاب أهل التقوى.

- وهناك خطاب خاصة الخاص: وهو خطاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}.

- وهناك خطاب أخص من الخاصة: وهو خطاب أولي العزم.

فخطاب الأنبياء خطاب للخاصة، وخطاب أولي العزم خاصة الخاصة، وأخص خطاب هو الخطاب الموجه إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله.

إذا اتضح أن خطاب {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} خطاب مباشر، والضمير فيه للمخاطب، فإننا سنلاحظ أن هذه الآية فيها خطاب التفات؛ إذ إن الآيات التي سبقتها كانت بضمير الغائب، ثم انتقلت الآيات من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب. وفي سورة البقرة، هذا أول خطاب مباشر منذ مطلعها: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الم (2) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (3) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} إلى آخر الآيات حول المتقين، ثم حول الكفار، ثم حول المنافقين، ثم تشبيه المنافقين: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا}، ثم يقول: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ}، ثم يقول: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ}، هذه كلها أخبار، فالضمير فيها للغائب. وفي هذه الآية المباركة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، انتقل الضمير من الغائب إلى المخاطب، فهذا خطاب التفات، وعادة في البلاغة العربية، يؤتى بخطاب الالتفات لنكتة ولأهمية خاصة.

والسر هنا يكمن في بيان أهمية العبادة، فبعد أن ذكر القرآن الكريم الأصناف الثلاثة: وهم خُلَّص المسلمين وهم المتقون، وخُلَّص الكفار وهم المعاندون، ثم ذكر المنافقين. بعد أن ذكر هذه الأصناف الثلاثة بضمير الغائب وشرح حالهم وأوصافهم، يقول القرآن الكريم: التفتوا أيها الأصناف الثلاثة من الناس، إني آمركم بالعبادة لما للعبادة من دور في إرساء دعائم التقوى، والمجتمع الإنساني القوي هو المجتمع الذي تسوده التقوى.

والسر في ذلك: أن الإنسان تارة نلحظ بعده الملكي، وتارة ننظر إلى بعده الملكوتي. والإنسان -كل إنسان- على ثلاثة أصناف:

الصنف الأول: من يلحظ احتياجاته المادية فقط من أكل ونوم وشرب، فالإنسان الذي يلحظ حاجاته المادية فقط هو إنسان نباتي؛ لأن النبات جسد فقط بدون روح.

الصنف الثاني: من يلحظ احتياجاته العاطفية بالإضافة إلى احتياجاته الجسدية، فهذا إنسان حيواني، فالحيوان يمتاز عن النبات بوجود الشهوات وبوجود الغرائز، فالحياة النباتية حياة جسدية فقط، والحياة الحيوانية تضاف إليها الغرائز والشهوات إلى الاحتياجات الجسدية.

الصنف الثالث: من يرتقي ويتصل بالمبدأ الحق وهو الله تبارك وتعالى، ويصل إلى درجة من التقوى، فهذا هو الإنسان الحقيقي والواقعي.

إذاً بلحاظ عالم الملك (أي عالم الدنيا) يطلق الإنسان على الأصناف الثلاثة: أي الإنسان النباتي، والإنسان الحيواني، والإنسان الإلهي. وأما بلحاظ العالم الملكوتي فلا يطلق الإنسان إلا على الإنسان الحقيقي وهو المسلم المتقي، وأما الإنسان الحيواني أو النباتي فينطبق عليه قوله تعالى: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}.

ولنتأمل في الآية الكريمة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ولنتأمل في هذه الكلمات الثلاث: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} فقد أشارت إلى ثلاثة أنواع من التوحيد مترتبة وتترتب على بعضها:

1. التوحيد في العبادة.

2. التوحيد في الربوبية.

3. التوحيد في الخالقية.

أي أن الخالق واحد، والرب واحد، والمعبود واحد، والآية الكريمة رتبت التوحيد العبودي على التوحيد الربوبي، ورتبت التوحيد الربوبي على التوحيد الخالقي.

بيان ذلك: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ}:

- أولاً: المعبود واحد (فهذا توحيد عبودي، توحيد في العبودية).

- ولماذا نوحد المعبود؟ لأن الرب واحد وليس بمتعدد.

- ولماذا نوحد الرب؟ لأنه هو الذي خلقنا وهو واحد.

لاحظ دقة القرآن الكريم: فالتوحيد في العبادة فرع التوحيد في الربوبية، والتوحيد في الربوبية فرع التوحيد في الخالقية، ولنرجع إلى حياة الوثنيين في زمن نزول القرآن الكريم، فمشركوا قريش كانوا يوحدون الخالق وكانوا يؤمنون بالله ويرون أن الله الخالق واحد، بخلاف الثنوية والمجوس الذين قالوا بوجود إلهين: إله الخير (يزدان) وإله الشر (أهريمن).

فمشركوا قريش وعُبَّاد الأصنام كانوا لا يرون أن الأصنام قد خلقتهم، بل هم الذين خلقوا الأصنام، كانوا يعتقدون أن الخالق واحد، كان عندهم توحيد في الخالقية، لكن كان عندهم شرك في الربوبية، يعني كانوا يعتقدون أن الله قد خلق الكون والعالم وفوض تدبير العالم إلى أرباب، فالله هو رب الأرباب، ويوجد أرباب، الله قد فوض الأمر إليهم، فيوجد رب للمطر، ورب للزراعة، ورب للرزق... الخ، وجعلوا الأصنام تماثيل تشير إلى الأرباب، فهذه الأصنام آلهة تشير إلى الأرباب، ثم عبدوا هذه الآلهة وهذه الأصنام.

إذاً المشركون ما كان عندهم توحيد في العبودية (عندهم هبل ومناة... إلخ)، فإذاً ما عندهم توحيد في العبودية، ولم يكن عندهم توحيد في الربوبية، نعم كان عندهم توحيد في الخالقية، القرآن الكريم يقول: توجد ملازمة بين الخالق الواحد والرب الواحد، وبين الرب الواحد والمعبود الواحد، فالتوحيد في العبادة (أي في المعبود) فرع التوحيد في الربوبية، والتوحيد في الربوبية فرع التوحيد في الخالقية.

قال: {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}: لماذا قال: {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}؟ بعضهم كان يعبد آباءه الأولين، وهذه الآية إشارة يقول: هذا آباؤك الأولون الذين تعبدهم هم مخلوقون مثلك، فهم ليسوا أهلاً للعبادة. وثانياً: لا تقول: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} فإن عبادتهم خطأ وغير صحيحة.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

سؤال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} هذا التعليل متعلق بقوله {اعْبُدُوا} أو بقوله {الَّذِي خَلَقَكُمْ}؟ كلاهما ممكن ومعقول:

1. اعبدوا الله لكي تتقوا (اعبدوا الله لعلكم تتقون) يعني العبادة من آثارها التقوى.

2. التحليل الثاني: خلقكم الله لعلكم تتقون، هذا أيضاً قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} يعني الله خلقنا لكي نعبده، ومن العبادة صارت التقوى.

فبلحاظ القرب والمجاورة، وبلحاظ الآية الكريمة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} يمكن إرجاع {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} إلى قوله {الَّذِي خَلَقَكُمْ}.

والصحيح: أن قوله {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يرجع إلى قوله {اعْبُدُوا}؛ لأن هذه الآية فيها أصل وفيها فرع، أصل الآية هو الأمر بالعبادة، وقد فرع عليه أنه يعبد لأنه رب وخالق، فيكون عجز الآية وذيلها {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} راجع إلى صدر الآية والمطلب الأصلي.

فتصير الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أي أن من ثمار العبادة تقوى الله تبارك وتعالى.

إذاً كلا المعنيين ممكن: رجوع التقوى إلى العبادة أو إلى الخلق. والخلق لا يراد به مطلق الإيجاد، بل يراد به الإيجاد عن تقدير من شاءه الحكمة والدراية، فلا يراد بالخالق مطلق الإيجاد، بل الإيجاد عن تقدير.

هذا تمام الكلام في تفسير الآية واحد وعشرين من سورة البقرة، تفسير آية اثنين وعشرين يأتي عليها الكلام، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

00:00

25

2025
| مايو
جلسات أخرى من هذه الدورة 63 الجلسة

25

مايو | 2025
  • الكتاب: تفسير القرآن الكريم
  • الجزء

    01

  • -

    الصفحة
جلسات أخرى من هذه الدورة
63 الجلسة