المحاضرات

ثلاث عناصر ساهمت في انتصار الثورة الإسلامية

06

فبراير | 2024
115

ثلاث عناصر ساهمت في انتصار الثورة الإسلامية

مشاركة سماحة الشيخ عبد الله الدقاق (حفظه الله) في مراسم عشرة الفجر التي أقيمت في حوزة الإمام الصادق ـ عليه السلام

24 رجب 1445

5 فبراير 2024

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليًلا وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا برحمتك يا أرحم الراحمين.

العنوان: ثلاث عناصر ساهمت في انتصار الثورة الإسلامية

 

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وخطابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

نبارك لكم جميعا عشرة الفجر المباركة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة أبي الفتوح السيد روح الله الموسوي الخميني، الثورة الإسلامية في إيران لم تكن لتنتصر لولا وجود ثلاثة عناصر مهمة جداً.

العنصر الأول قيادة الفقهاء المتمثلة في المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى الإمام روح الله الموسوي الخميني.

العنصر الثاني دماء الشهداء والأمة والأسر المنجبة لشهداء الإسلام.

العنصر الثالث الوحدة الوطنية والتفاف الناس والتفاف عوائل الشهداء حول قيادة الإمام الخميني ـ رضوان الله عليه ـ فلنشرع في هذه العناصر الثلاثة المهمة جداً.

أما بالنسبة إلى قيادة الإمام الخميني ـ رضوان الله عليه ـ هناك كتاب اسمه "فن الحرب" أو "أسرار الحرب" لصيني اسمه سنت زو قد كتبه في القرن الخامس قبل ميلاد المسيح ـ عليه السلام ـ هذا الكتاب كتبه وهو الذي استطاع أن يوحد جميع الممالك والدول في الصين وكتب ثلاثة عشر أصلاً من أصول حرب وإلى اليوم جميع كليات الأركان العسكرية في العالم تعتمد على هذه الأصول الثلاثة عشر ولم يستطيعوا تغييرها.

أول أصل هو ضرورة وجود الهدف وتعيين الهدف من الحرب وثاني أصل وحدة القيادة فإذا أردت أن تنتصر في أي معركة لابد أولاً من تعيين الهدف لكي تنتصر وثانياً لابد من أن تكون القيادة واحدة لكي تنتصر وتحقق الهدف.

وقد أنعم الله علينا بالإمام الخميني الذي عين الهدف، وقال: شاه بايد برود، وقال: پشتبان ولايت فقيه باشيد تا آسيبى به اين مملكت نرسد.

إذا الإمام الخميني وضح الهدف وهو ضرورة رحيل ثم عين الوسيلة المهمة وهي ضرورة الالتزام بولاية الفقيه لتحقيق الانتصارات.

أما العنصر الثاني وهو دماء الشهداء فقد سطر الشعب الإيراني ملاحم أحرى أن تكتب بماء الذهب ففي ميدان جاليه الذي هو الآن ميدان آزادى في يوم واحد قتل أكثر من أربعة آلاف شهيد وفي يوم الخامس عشر من خرداد إلى الآن الله يعلم كم كان عدد شهداء قم.

ميدان جاله الذي أبدل اسمه بميدان الشهداء كانت طرقات إيران الإسلام يخرج فيها الناس ويرفعون هذا الشعار إما الموت وإما الخميني.

وكانوا يرفعون هذا الشعار حتى آخر قطرة دمٍ في عروقنا فالإمام الخميني قائدنا.

إذاً دماء الشهداء لها أثر كبير في الدفاع عن القيادة والمرجعية الدينية وحفظ هدف الثورة الإسلامية في إيران.

وأما العنصر الثالث وهو الوحدة الوطنية فأحياناً بعض الدول فيها قيادة وفيها دماء شهداء ولكنها تنقسم إلى أحزاب وإلى أطراف ولا تجتمع على رجل واحد لكن الشعب الإيراني اجتمع حول قيادة الإمام الخميني وقيادة الإمام الخامنئي.

مختلف سئل أحدهم بما بعث النبي محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ ؟

سئل عالم فقيل له: الله عزّ وجل بما بعث وارسل النبي محمد؟

فقال: بعث النبي بكلمتين: «كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة».

كلمة التوحيد تعني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وأما توحيد الكلمة فالمراد به أن تتوحد كلمة الشعب وكلمة الأمة على كلمة التوحيد وعلى الإسلام والإيمان بالله ورسوله.

وتوجد رواية ذكرها العلامة المجلسي في بحار الأنوار والشيخ عباس القمي في سفينة البحار تشير إلى واقع ما جرى في إيران وقم، الرواية عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم ـ عليه السلام ـ عليه السلام ـ : «رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق يجتمع معه قوم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح العواصف ولا يملون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين».

وتوجد رواية أخرى عن الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ : «كأني بقومٍ قد خرجوا من الشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبون الحق فلا يعطونه فيضعون سيوفهم على عواتقهم ولا يتركونها دون تسليمها إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء».

في الختام نذكر أهم أصول ومبادئ الإمام الخميني:

الأصل الأول التوكل على الله ونظرية التكليف، والإمام الخميني يقول: نحن مكلفون بالحكم الشرعي ولسنا مطالبين بالنتيجة.

الأصل الثاني هو الثقة بالشعب، كان يقول الميزان هو رأي الشعب.

الأصل الثالث التمسك بولاية الفقيه لتعجيل فرج ولي الله الأعظم الإمام المهدي ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ .

هذه الفكرة تقول نحن لا ندعي أننا نستطيع أن نقيم دولة الإمام علي لكننا نريد أن نقترب من دولة الإمام علي أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ، ونحن نريد أن نقيم الدولة الإسلامية لتهيئة الأرضية لظهور صاحب العصر والزمان الإمام محمد بن الحسن القائم المهدي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .

وها قد بتنا نشهد انتشار الثورة الإسلامية في آرجاء المعمورة وخصوصاً في دول محور المقاومة.

نسأل الله عزّ وجل للإمام الخميني الراحل الرحمة وعلو الدرجات ولشهدائنا.

ونسأل الله للإمام الخامنئي طول العمر ولكم جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.