المقالات

07

مايو | 2023
315

لماذا خلق الله العاصين؟

لماذا خلقت جهنم

لماذا خلق الله العاصين؟

لماذا خلق الله العاصين وهو يعلم أنهم سيعصون؟

باسمه تعالى

من أبرز الصفات الإلهية صفة العدالة، وهي تعني إعطاء كل ذي حق حقه ومستحقه، ومن هنا خلق الله تبارك وتعالى ثلاثة مخلوقات؛ وهي :
1. الملائكة؛ وهي عقل محض بدون شهوة.
2. البهائم؛ وهي شهوة محضة بدون عقل .
3. الإنسان؛ وجعله مزيجا من العقل والشهوة، وقال له إن جعلت عقلك حاكما على شهوتك ونفسك فأنت أفضل من الملائكة؛ لأن الملائكة لاشهوة لها وأنت على الرغم من وجود شهوتك حكّمت عقلك. وإن جعلت شهوتك حاكمة على عقلك فأنت أضل من البهائم ... والأمر بيدك.
إذَا؛ قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها... إذَا؛ فالجنة لمن أرادها، وجهنم لمن أرادها، والإنسان حر مختار، إما أن يختار الجنة العالية أو يسقط في الهاوية...
إذًا، الباري جل وعلا أرادنا للجنة لا للنار، لكن الإنسان بسوء اختياره أراد النار...

مثال توضيحي:

لنضرب مثالا توضيحيا؛ وهو ما تعرفونه عن ابن نوح، فبعد أن جاء الطوفان، خاطبه نبي الله نوح: يا بني اركب معنا، وكان يريد نجاة ولده، ومن الواضح أن الركوب في السفينة كان سبيل النجاة، والتخلي عنها كان سبيل الموت والغرق... لكن الابن آثر عدم الركوب، فكان من المغرقين على الرغم من شفقة ابيه... فكذلك الله تبارك وتعالى، رحمته تسبق غضبه، فهو يرغب بدخولنا الجنة، ولذلك جعل لنا رسولا باطنيا وهو العقل، وبعث لنا رسولا ظاهريا وهم الرسل، وبث لنا الكتب، وهدانا إلى الطريق الصحيح، لكنه أعدل العادلين. وبالتالي؛ مَن يعمل الطاعات يدخله الجنة، ومن يعمل السيئات يدخله النار، بمقتضى عدله، فكما هو غفور رحيم، هو شديد العقاب... وبالتالي؛ وجود جهنم لا يتنافى مع رحمة الله الواسعة... لأنه بمقتضى رحمته الواسعة قد هدانا إلى الطريق الصحيح...


والخلاصة: إن المذنب هو الذي قد أدخل نفسه جهنم؛ لأنه قد أقدم على الأسباب التي توجب دخولها، لا أن الله تبارك وتعالى هو الذي أدخله جهنم ظلما وعدوانا.
وأما بالنسبة إلى بعض الخلق العاصين، فإن الله تعالى قد خلقهم رأفة بهم لكي يعطيهم للتوبة، فإن لم يتوبوا كان ذلك إتماما للحجة عليهم، فما ذُكر في السؤال من أنه لماذا خلق الله العاصين وهو يعلم أنهم سيعصون، اتضح جوابه؛ إذ إنه تعالى أعطاهم فرصة للتوبة، فإن لم يتوبوا كان ذلك إتماما للحجة عليهم.